الأحد، 16 أكتوبر 2011

شهادة الدكتور علي العكري وما مر به منذ يوم اعتقاله


شهادة  الدكتور علي العكري عما جرى له منذ يوم اعتقاله

الدكتور علي العكري
الدكتور علي العكري، 45 عاما، هو أحد كبار استشاريي جراحة العظام للأطفال. أنهى تدريبه لدراسته العليا في دبلن بايرلندا (1999-2002) وعمل في مستشفى السلمانية لمدة 20 عاما. هو أول جراح عظام متخصص في طب الأطفال في البحرين. قام باستحداث العديد من التقنيات الجراحية في هذا المجال ، كما أنشأ المركز التدريبي الخاص به عام 2004.
متزوج من استشارية طب عائلة، وله ثلاثة أولاد أعمارهم 16 ، 12 و 9 أعوام.

عرف الدكتور العكري بالأعمال الخيرية والتطوعية والعمل الإنساني، منها:
- مؤسس لجمعية أصدقاء الشلل الدماغي في البحرين عام 2007
- مؤسس ورئيس اللجنة الطبية في الديه.
- عضو شرف في المؤسسة الخيرية الملكية في البحرين ، والتي تهتم بتقديم الخدمات الطبية المجانية للأرامل والأيتام.
- كان من المتطوعين لتوفير الرعاية الجراحية لضحايا حرب غزة (2008-2009)
- عضو في مركز وجمعية الكرامة لحقوق الإنسان
- عضو في مركز الكوثر للأيتام


منذ تصاعد الأحداث في يوم 14 فبراير، أظهر العكري تفانياً وتطوعا وإخلاصاً ورعاية لضحايا الاشتباكات دون تمييز، وساعد في إنقاذ العديد من الأرواح.
في فجر 17 فبراير، كان شاهدا على تضييق الخناق على المتظاهرين من قبل قوات الشغب في دوار اللؤلؤة كونه مسئولا عن خيمة العيادة بالدوار، فقد ساعد من موقعه مع الطاقم الطبي في تهدئة روع الأطفال والنساء قبل أن يساعد في علاج الإصابات في مستشفى السلمانية بعد ذلك.
بين 14 فبراير و 17 مارس، واصل الدكتور العكري القيام بمسؤولياته الطبيعية كطبيب نحو مرضاه بجانب عمله التطوعي في علاج المتظاهرين المصابين. كما أنه كان شاهدا على احتلال مستشفى السلمانية من قبل الجيش والشرطة صباح الـ 16 من مارس.

بعد التعذيب والاحتجاز لمدة 6 أشهر تقريبا حكم عليه في وقت لاحق بـالسجن لمدة 15 عاما بتهمة:
- حيازة غير مصرحة للأسلحة والذخائر
- التحريض على الكراهية والطائفية
- احتلال المستشفى
- محاولة احتلال المباني بالقوة
- التمييز في رعاية المرضى
- نشر وإذاعة أخبار كاذبة (الإشاعات)
- المشاركة في المسيرات الغير مرخصة (التجمهر)
- التحريض على إسقاط النظام
- سرقة المعدات الطبية والأدوية

وهنا الشهادة المكتوبة التي استلمها الموقع مباشرة من الدكتور علي العكري عن اعتقاله ومحاكمته في المحكمة العسكرية لاحقا " محكمة السلامة الوطنية".

 (الاعتقال – الاختطاف)
في 17 مارس وبعد 3 أيام من العمل الشاق المتواصل، تم اعتقالي من غرفة العمليات من قبل مسلحين مقنعين من أفراد مجهولين برفقة الجيش وقوات الشغب وبدون أي إذن أو تصريح بالاعتقال. بعد ذلك تم سحبي وأنا حافي القدمين، مكبل اليدين إلى الخلف، معصوب العينين، وبلباس الجراحة بطريقة غير إنسانية أمام زملائي وبقية الموظفين. ثم توجهوا نحو مكتبي الخاص الذي بدأوا فيه بتعذيبي ومصادرة جهازي (الحاسوب) وكل ما يتعلق بي قبل أن يعودوا مجددا بجري في أروقة المستشفى في الوقت الذي يتم فيه البحث عن زملاء آخرين من الطاقم الطبي كي يتم اعتقالهم. بعد ذلك سلموني لفريق آخر مسلح مقنع مجهول قاموا باقتيادي إلى زنزانة انفرادية وهناك تم استجوابي مع تعذيبي وتوجيه الشتائم حيث تم الاحتفاظ بي ليلة وضحاها دونما أعرف أين أنا، ودونما أي اتصال بعائلتي.

(الاحتجازفي زنزانة انفرادية لمدة أسبوعين )
في صباح اليوم التالي، تم نقلي في سيارة خاصة وأنا معصوب العينين مقيد اليدين حافي القدمين إلى مكان مجهول وبنوع من أوهمومني بتسليمي للجيش السعودي كيف يتصرف معي. وبعد رحلة طويلة من التعذيب والإذلال والإهانات تم تسليمي إلى فريق آخر قام بتعذيبي بشدة جسديا ونفسيا بجانب رشقي بألفاظ نابية وسيل من الشتائم إلى أن تم حبسي في زنزانة انفرادية لمدة أسبوعين. تعرضت خلالها لصور عديدة من التعذيب شملت الضرب بالأسلاك (كابل)، الأهواز المطاطية ، والعصي الخشبية مع الركلات والصفعات واللكمات وبشكل رئيسي ومركز على الرأس والظهر مع أضعاف من الصفعات على الأذنين..الخ. كما تعرضت لأساليب عديدة من التعذيب والضغط النفسي تضمنت سماع آلام وصراخ معتقلين آخرين تحت التعذيب أو نباح الكلاب بجانب التهديد بمهاجمة أفراد أسرتي مع إجبارنا على القيام بأعمال إذلالية كتقليد الكلاب أو لعق الأرض أو لعق الجزء السفلي لأحذيتهم مع تناول البراز. كذلك مارسوا التهديد بالتحرش الجنسي عبر الاغتصاب او إدخال زجاجات المياه بالأسفل. كما حرمت من النوم لمدة إسبوع حيث يتم إثارتي بأصوات قوية أو رشي بأباريق مياه مجمدة. كما منعت من الصلاة والنظافة الشخصية مع هجوم بشكل مستمر على معتقداتي الدينية وأخلاقيات مهنتي.
حاولت عدة مرات إصابة نفسي عن طريق كسر ذراعي أو ضرب رأسي في مكان ما محاولا الانتحار للتخلص من بؤس ما أمر به لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. بدأت إضرابا عن الطعام ليوم واحد لكن أجبرت على قطعه وإيقافه بعد تهديدي بإجباري على تناول البراز مجددا. في نهاية الأسبوعين كان التحقيق معي لأول مرة ومن دون وجود محام لي رغم مطالبتي بذلك. خلال الاستجواب تم إجباري وإكراهي على إعطاء اعترافات كاذبة واختلاق سيناريوهات وهمية كحيازة أسلحة وإدارة ميلشيات واحتلال المستشفى ...الخ. تكرر الاستجواب في اليوم التالي مع تحذير بمزيد من التعذيب إذا لم أتعاون وأعترف بما يطلب مني. في هذا الاستجواب. انضم لهم محقق جديد وقد هدد بقتلي بطلق ناري أوهمني أنه مسئول سعودي وهدد أيضا باقتيادي إلى السعودية العربية.

(التحقيق الجنائي بالعدلية – 4 أيام )
بعد ظهر اليوم التالي، وأنا حافي القدمين معصوب العينين مكبل اليدين إلى الخلف مع معتقلين آخرين, تم جرنا إلى مكان مجهول عرفت لاحقا أنه التحقيقات الجنائية ((CID، وخلال الحملة الطويلة باتجاه هناك تعرضنا للشتائم والإهانات والألفاظ النابية. في إدارة التحقيق الجنائي بقينا واقفين في مواجهة الجدار الذي يطل على أروقة وحدة المخدرات حيث عرفت ذلك من خلال رد الحارس على الهاتف.
لقد تعرضت لإذلال وتعذيب أكثر وذلك عبر إيقافنا لساعات طويلة امتدت لـ 24 ساعة مستمرة وحرمان من النوم لمدة 4 أيام تقريبا ويدي مربوطة في حافة السلم, تخلل هذه الفترة هجمات متكررة من التعذيب عبر اللكم والرفس والصفع والضرب بالعصي الخشبية إلى أن حد فقادن الوعي. وقد فقدت الوعي لـ 5 مرات مع تمزق في طبلة الأذن وتورم ورضوض في معظم أنحاء جسمي. في اليوم التالي تم أخذي للاستجواب لمدة سبع ساعات متواصلة وكنت في حالة مزرية غير قادر على الوقوف مجبرا ومكرها على تقديم اعترافات كاذبة تحت طائلة التعذيب والوعيد بإطلاق مسدس في رأسي وطبعا كل ذلك في غياب المحامي.
في نهاية الأمر، تم إجباري على التوقيع على أوراق عديدة لم يسمح لي بقراءتها في وقت كنت معصوب العينين، هذا وقد كنت وعدت سابقا في حالة التعاون معهم بأن لا أتعرض للتعذيب مجددا وأن أحصل على الطعام والنوم بعد الاستجواب لكن كل ذلك لم يحدث. عموما كنت شاهدا في تلك الليلة على معاناة وصراخ المعتقلين وهم يتعرضون للتعذيب في المعتقلات المجاورة.
في اليوم التالي، وبنفس الحالة سلموني لمحقق آخر عرف نفسه أنه المدعي العام العسكري دون الكشف عن هويته حيث اعتمد على نسخة من الاستجواب نفسه وبدأ برمي تهم لا تصدق استنادا لاعترافات كاذبة انتزعت بالإكراه حيث استمر ذلك 6 ساعات لم أكن قادرا خلالها على الجلوس حتى. كان وضعا بائسا لا يصدق وكنت قد كررت طلب حضور المحامي الخاص بي لكن المدعي العام بدأ بالصراخ في وجهي والهجوم علي بكلمات نابية.

(الاحتجاز المؤقت، الحوض الجاف – لمدة 5 أشهر )
بعد ذلك، تم نقلي إلى مكان غير معروف قيل أنه مكان التنفيذ وتم تسليمي لفريق من رجال الشرطة الذين بدأو بتعذيبي منذ الخطوات الأولى أي من الباب وحتى المعتقل. في ذلك اليوم تم أخذنا كمجموعة من أجل حلاقة الرأس واللحية وقد أزالوا منا العصابات مع ضربنا بالنعال أثناء الحلاقة وإجبارنا على الصراخ وتحية الملك ورئيس الوزراء. في صباح اليوم التالي تم جرنا على مجموعات إلى العيادة من أجل الفحص الطبي الذي تعرضنا فيه للضرب والشتائم من الطبيب والحراس.
خلال الأيام الخمسة الأولى في ذلك المكان، تعرضت للمزيد والمزيد من التعذيب والشتائم كما هو حال باقي المعتقلين الذين كنت أسمع صراخهم. كنت أجبر على الوقوف لمدة ساعات طويلة معصب العينين مقيد اليدين إلى الخلف طوال الوقت لدرجة لا يمكنني  أن أنظر للوجبة التي تقدم لي، ولا تفك قيودي إلا وقت الوجبة فقط. كما تم إجبارنا على الحديث بسوء ضد الرموز وكبار الشخصيات والعلماء ورجال الدين، وإذلالنا بقول كلمة "سيدي" كلما طلب منا شيء. كما يتم أيضا إجبارنا على تقليد أصوات الحيوانات. كان جسمي يرتجف عند النوم دائما حيث كنت أنام مقابل المكيف على الأرض دونما وسادة أو غطاء أو فرش. يتم إيقاظنا بين الفينة والأخرى عبر ركلنا ورفسنا وخصوصا فعلى ظهري ورأسي وساقي.
ما يثير الاستغراب ويدعو إلى التعاطف أنني طلبت منهم عدم ركل فخدي الأيمن كونه كان منتفخا لكنهم استمروا في التركيز عليه لجعله أكثر ألما!! أمن الحوادث التي أتذكرها أيضا أنني كنت نائما فصعد أحدهم على رأسي بحذائه وقام بالدهس بشده تجاه الأرض. حادثة أخرى هي إنني كنت أعاني من ضيق القيود على يدي فالتمست منهم التخفيف من ذلك فكان الرد بالتضييق أكثر و بالصفع على رأسي.
كان مسموحا لنا الذهاب للحمام 3 مرات وذلك بعد الوجبات الثلاث، وكان يتم أخذنا كمجموعة حيث يجب أن نركض ونصدم الجدار، وعندما نطلب شيئا يكون الرد بصفعات مزدوجة على الأذنين.
في الأسابيع الأولى، كنت أعاني من بعض الجروح والكسور وفقدان التوازن المستمر "الدوار" لكن كنت أخشى من الذهاب للعيادة لأني أعلم أن من يذهب إلى هناك يتلقى المزيد من التعذيب.
لقد صدمت في وقت لاحق عندما علمت أن أحد المعتقلين الذين كانوا في زنزانة مجاورة في الوحدة نفسها قد استشهد بسبب التعذيب، حمدت الله أنني مازلت على قيد الحياة.

( مزيد من الاستجوابات )
خلال فترة الاحتجاز المؤقتة تم أخذي في مرات عديدة وأنا معصوب العينين مقيد اليدين وتحت التعذيب الجسدي والنفسي إلى إدارة التحقيق الجنائي (CID) لمزيد من الاستجوابات حيث تعرضت لمزيد من التعذيب من أجل الحصول على اعترافات كاذبة. في أحد الأيام، تم أخذي وحيدا إلى مكتب المدعي العام العسكري لكن ليس لداعي التحقيق وإنما ببساطة من أجل تعذيبي وعلى يد مجموعة من كبار الضباط الذين كانوا يسعون للوصول إلى أهدافهم من خلالي. وفي إحدى المرات ليلا، تم أخذنا كمجموعة ووضعنا ليلة كاملة في الوحدة الخاصة بالمخدرات قبل أن يتم أخذنا في الصباح التالي وللمرة الأولى إلى الاستحمام كما تم تزويدنا ببعض الملابس, ليتم إجبارنا للجلوس أمام الكاميرا لإعادة الاعترافات الكاذبة وإلا تعرضنا للتعذيب إن لم ننفذ ذلك. لقد تم إجبارنا على الاستماع لاعترافات بعضنا البعض، كما كنت شاهدا على التقطيع الذي يقوم به المحقق حتى ننفذ ما يريد حيث استمر التسجيل لـ 11 ساعة متواصلة . وبالنهاية تم إجبارنا على تسجيل اعترافات كاذبة كما اضطررنا للاعتراف بأأخطاء لم نرتكبها والاعتذار للملك والحكومة وطلب الصفح.

( في وحدة السلامة الوطنية – لمدة 3 أيام )
في نهاية أبريل، تم أخذي برفقة 3 من زملائي وطبعا كنا معصوبي العين مكبلي اليدين إلى الخلف وتحت التهديد والإهانة والتعذيب بنوعيه إلى مكان مجهول، عرفت في وقت لاحق أنه وحدة الأمن الوطني أو ما يسمى بوحدة السلامة الوطنية، وفيه قبعت في زنزانة انفرادية تحت الأرض متعرضا للتعذيب حيث أغمي علي مرتين فيه في الوقت الذي كنت شاهدا على صراخ الآخرين جراء تعذيبهم. تم استجوابي بشكل فردي وإرغامي على الأعتراف بأنني على اتصال بالسفارة الإيرانية وحيازة أسلحة . خلال الاستجواب الذي عقد 3 مرات تعرضت خلالها للتهديد بالقتل والاغتصاب والتعذيب الشديد. كما يقومون أيضا بإحضار من معي أمامي حيث لإهانتهم وإذلالهم بتقليد أصوات الحيوانات وتعذيبهم والتنكيل بهم فضلا عن تهديدهم لي في نفس الوقت بأداة للصعق الكهربائي حيث أدنوا تلك الأداة من أذنيّ . خلال هذه الأيام الثلاثة، تم نقلي إلى العيادة للفحص، وأثناء ذلك وأنا في تلك الحال معصوب العين ومكبل اليدين تعرضت للضرب والصفع والركل من الطبيب والحراس تتخلها ألفاظ نابية وشتائم.

( المحكمة العسكرية )

- الجلسة الأولى " 6 يونيو 2011 " :
في صباح 6 يونيو 2011 وفي حدود الرابعة صباحا ، تم أخذنا جميعا كمجموعة معصوبي الأعين مقيدي الأيدي إلى مركز اعتقال لبضع ساعات وسط تعذيب جسدي رهيب ممزوج بالإهانات والألفاظ النابية قبل أن نؤخذ إلى مكان بعيد عرفنا بعد ذلك أنها المحكمة العسكرية. هناك تم وضعنا جميعا في غرفة صغيرة لمدة ساعة تقريبا قبل وضعنا تحت أشعة الشمس لمدة ساعة أخرى بعد ذلك تمت إزالة القيود والعصابات ودفعنا مباشرة إلى قفص الاتهام في المحكمة. كانت المرة الأولى التي أرى فيها والدي وزوجتي الذين كانا يجلسان في الجانب الآخر من قاعة المحكمة بعد 3 شهور من الاعتقال. كما أنها كانت المرة الأولى التي سمح لي بالالتقاء بمحاميّ الذي كان يحاول اللقاء بي قبل ذلك أكثر من مرة .
بعد جلسة المحكمة القصيرة سمح لنا بلقاء عوائلنا والمحامي لوحدنا وكان ذلك لمدة 10 دقائق فقط، كانت لحظات عاطفية ومؤلمة للغاية لنا جميعا قبل أن يتم جرنا مرة أخرى معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي إلى المعتقل مجددا.

- الجلسة الثانية " 13 يونيو 2011" :
في صباح ذلك اليوم، مجددا أخذونا بنفس طريقة الجلسة الأولى، في هذه الجلسة بدأ القاضي بسرد لائحة الاتهامات مع الأسماء طالبا منا الاعتراف بتلك التهم أو إنكارها. لقد صدمت عندما سمعت تلك الاتهامات للمرة الأولى والتي لم تطابق أو تقارب لك التي تم تداولها في الاستجوابات، وبالطبع لا يمكن لأي أحد وبأي وسيلة كانت أن يعتقد بأن ذلك قد تم بواسطة الطاقم الطبي. عندما تم إعلان أسمي صرخت بقوة " أنا غير مذنب، وكل الاعترافات انتزعت بالإكراه تحت التعذيب الجسدي والنفسي" . القاضي العسكري رد بصراخ محذرا الجميع بأن لا يتكلم بغير كلمة " مذنب أو لا " وإلا سيعاقبون بعواقب وخيمة. إثنين من زميلاتي أكدوا أنهم حصلوا على اعترافاتهن تحت التعذيب مما جعل القاضي يأمر بإخراج إحداهن خارج القاعة.
بعد انتهاء جلسة المحاكمة ، تم إعادتنا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي بإحكام أكثر من العادة رغم طلب الشرطة العسكرية تخفيف ذلك.

( جلسات المحكمة اللاحقة )
خلال جلسات المحكمة اللاحقة، والتي تضمنت الاستماع للشهود ، طلبت من القاضي مرارا وتكرارا ولعدة مرات ومن خلال المحامي فرصة لتقديم شهادتي أو التعليق لكن لم  يتم السماح لي بذلك أبدا كما لا حظت أنه لم يسمح للمحامين سؤال الشهود بحرية. كما أنه كان هناك العديد من الطلبات التي قدمت للقاضي العسكري لكنه لم يستجب لأيٍّ منها أبدا، فعلى سبيل المثال رفض طلب المحامي بفحص طبي مستقل لي ولبعض المعتقلين.

ختاما، كانت تجربة فظيعة ومؤلمة بالنسبة لي ولعائلتي، بدءا بالاعتقال (الاختطاف) مرورا بالتعذيب والاستجواب وانتهاء بمحاكمة جائرة ومسيسة بأحكام قاسية لمجرد أني كنت واحدا من الشهود على الانتهاكات والجرائم الفظيعة التي ارتكبت ضد المتظاهرين السلميين. الآن وبعد الإفراج عني بكفالة، أنا بانتظار جلسة الاستئناف التي لا اعتقد أنها ستحدث فارقا، وإني أطالب المنظمات الدولية ووسائل الإعلام والحكومات بالتدخل لأن قضية الطاقم الطبي يتم استخدامها "كورقة سياسية " ..

رابط الموضوع الأصلي
http://www.doctorsinchains.org/?page_id=190

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Visitors Counter